التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٣

فلسفة جـــــرّة

التعبير نحن نكتب لنعبر، ونعبر لأننا في حاجة غريزية ووجودية لذلك، والكتابة بوصفها تعبيرا عن الذات، تخفي في ثناياها الخلفية الإيديولوجية لتلك الذات، فنحن إذ نعبر بالكتابة إنما لننقل منظومة معينة من الأفكار التي تطبعنا بها وشكلت النسيج الذهني لعقلياتنا...وهذا النسيج الذهني او الهابيتوس خاصتنا، قد يحتاج بالفعل للتعديل في كثير من جوانبه، فليست كل الأفكار التي نعتقدها ونؤمن بها قولا وسلوكا أنموذجا يجب الإحتماء به دائما وأبدا، فكثيرا ما نؤمن اعتقادا بالأوهام فنخالها حقائق، وحيث أن المنطق يحتم على الإنسان تغيير منظومة من افكاره وإخضاعها لمنطق النقد والتمحيص والمحاسبة، فإننا معشر البشر مطالبون بامتلاك عقليات مرنة، تؤمن بالنسبية ولا تتعصب للفكر الواحد او الأحادي.. فتواضع قليلا يا ابن آدم،وكن مرنا في فكرك تسلم من الزلات ناضل إلى آخر رمق  مهما كانت الظروف التي تمر بها صعبة فلا يجب عليك أن تستسلم وترضخ منكسرا منهزما لهذه الظروف، بل لابد لك من الانتصار والمجابهة إلى آخر نفس من حياتك.. قف موقف الحصان : متحديا، متأملا، استراتيجيا،.. وعازما على الوصول للهدف، ولا تتلفت أبدا

في حاجة إلى إعلام سوسيولوجي

لقد نبه كبار علماء الاجتماع في الغرب الى الخطر الذي تشكله المادة الاعلامية عموما والكتابة الصحفية على وجه الخصوص في تمويه الرأي العام، لهذا ظلت السوسيولوجيا كعلم يهتم بدراسة المجتمع وظواهره المختلفة اعتمادا على المنهج العلمي حذرة من "الصحافة"، بل وتضع دائما مختلف الآراء التي تنشر وتعرض في الاعلام السمعي البصري أو حتى الورقي محل تشكيك ونقد. وما فتئت بعض الآراء "الواعظة" في هذا الصدد تدعوا إلى إقحام العلمية في الكتابة الصحفية؛ صونا للكرامة وحفظا للمعلومة الصحيحة ونقلها كما ينبغي الى المتلقي. إن عالم الصحافة على اتساع مداه الاجتماعي وتنوعه وهيمنة البعد الاقتصادي الترويجي عليه، يفسد حقيقة ما يجري في المجتمع، إذ يقدم بسبب سرعة التعليق والكتابة والترويج.. معرفة ناقصة، بل قد تكون المعلومات التي يزفـــها الى جمهرة المتلقين معرفة مزيفة، تبعد بالتالي المتلقي عن جوهر الحقيقة وتـــكوّن لديه تراكمات من " الوعي الزائف " الذي يتحول بفعل تراكمات جديدة إلى ميكانيزم قاعدي يحكم التفكير، ويحول الشخص إلى كائن مشكّــل من أفكار وهمية خرافية ومجازية. ليس من السهل بلوغ ا

القضاء على العنصرية مسؤولية الجميع؛ الجزء الأول

إن مشروع القضاء على "التمييز العنصري" بالجنوب الشرقي خاصة والمغرب عامة، يجب أن يبدأ من التعليم القاعدي ومن الأسرة، عن طريق تلقين الأطفال أبجديات حب الاخر المختلف لغويا، دينيا، جنسيا، وكذا المختلف على مستوى اللون والجغرافيا وما إلى ذلك.          ويجب في نظري قبل الاقدام على دراسة خطوات مشروع محاربة التمييز العنصري المقيت، أن نقيم تقييما عاما لوضع "الأقليات الثقافية" في بلادنا، بغية كشف درجة حضورها على مستوى الثقافة الشعبية المغربية والاعلام، وعلى مستوى القطاعات العامة والسياسة الداخلية والخارجية، وقياس درجة تعرضها للتهميش والتنكيب الثقافي والاجتماعي، وسيكون للباحثين في حقل الثقافة الشعبية على وجه الخصوص، والعلوم الاجتماعية عموما، دور كبير في التحليق بهذا المشروع عاليا، خصوصا لو تم اعتماد مناهج علمية دقيقة في التقصي وتحري الوضع السوسيوثقافي لمختلف الأقليات الثقافية التي تعشش في المجتمع المغربي، والتي لم يعــرّف بها الاعلام المتحيز حتى الآن.    فالبعد الافريقي مثلا ظل مغيبا نتيجة غياب دراسات وأبحاث ذات بعد سوسيولوجي تشخيصي كاشف للمعاناة التي تعانيها هذه ال

الحقـــــد

تراني أكتب هذه الأيام عن القيم متقلبا بين الايجابي منها والسلبي حسب ما تمليه علي جرتي، فبعد أن كتبت بضع كلمات عن قيم التضامن والتسامح والحب والصداقة ها أنا أكتب من جديد منتقلا من حقل الفضائل الخصيب، الى حقل الرذائل الجذيب، تأثرا بالأحداث وسيناريوهات الوقائع التي تجري أمامي. طرحت على نفسي سؤال الدهشة عن سبب كل هذا الحقد الدفين الذي يسري في عروق  كثير من الناس..لكني لم أتوصل باليقين الى إجابة حاسمة حتى الآن، ومع ذلك فضلت أن انتهج لنفسي مسلكا مغايرا، غير إقحام نفسي في معمعة الكراهية، واللاحب  واللاثقة، سأعيش منفردا عن روح الحقد اللعين، جنبا الى جنب مع جرتي ملهمتي في الأفراح والأتراح، وإن سألوني عن سبب إحجامي عن المشاركة .. سأجيبهم بأن كرامتي فوق كل اعتبار ولن أرضى أن أعيش حياة مريرة لا حب فيها ولا صداقة.. إن"القضية" أفضل من السير على منوال أوهام فلسفتهم البئيسة، فنفاقهم المقيت سبب كل هذه الكراهية التي تتدفق من قلوبهم الحقودة؛ غيرة، نظرات حادة، غيبة ونميمة كل هذه القيم أعايشها عن كثب في حقل الفاعلين الإستراتيجيين. لقد سئمت من كثرة معتنقي النفاق، بعضهم يصلي الصبح في المسجد

موت الضمير الانساني

لا قيمة للحياة مهما بدت غنية ماديا، بدون علاقات اجتماعية موفقة مع الناس، فالاحترام المتبادل والتآخي والتضامن والحب والصداقة والاحترام والتسامح والكرامة كلها مفاهيم تؤسس لكيان علاقات اجتماعية جيدة، ولا يشرب من كأس الحب الحقيقي إلا من بنى علاقات جيدة مع الناس، فإن صادق صادق بصدق، وإن تآخى تآخى بصدق، وإن أحب أحب بصدق، وإن احترم احترم بصدق . لا تعرف الحياة الاجتماعية إلا بوجهين، فلا يكفي أن يجمع المرء أموالا كثيرة ليقال عنه "سعيد"، ولا يكفي أن تبني جسدا حديديا ليقال عنك "قوي"، فالحياة بدون رمزياتها الجوهرية ستظل مجرد "ديكور" أجوف لا حياة فيها ولا قلب، فكسب القلوب اغلى من كسب الدولارات في الواقع، غير أن منطق الأداتية التي طبعت إنسان الرأسمالية أحجب بقوة الجشع عن الحقيقة، فكان الانسان الآن يعمل للمادة مستغلا الروح والجوهر، فأضحى الرهان جمع المال في مقابل تشتيت القلوب، لم تعد الثقة كبيرة في الانسان كغاية وكجوهر فقد تخلى عن جوهريته لصالح المادة . لقد تغيرت القيم تغيرا عجيبا وخطيرا في مجتمعاتنا فماتت الرمزيات موتا مفاجئا بسبب تغير شروط الحياة ال

الواقع كما هو !!

عشت ولا زلت أعيش في أحضان "عائلة" ممزوجة، فيها "البيض" وفيها "السود".. ! ؟  تعايشنا بهدوء وسكينة، وخلت المغرب سليما معافى من سموم العنصرية.. حينما فتحت عيني على الشارع وجدت علاقات «حذرة « وصراعات رمزية تحتدم في الأحايين والمناسبات الخاصة، تخيلت أن ما عشته في مرحلة طفولتي من علاقات مع "الآخرين" هي السمة السائدة في المجتمع المغربي، غير أني سرعان ما فوجئت بما أسمعه إبان دراستي في ثانوية الحسن الثاني  بتنجداد  من أحداث أرّخت لعنصرية دفينة استوطنت لاشعور الجماعات.. وحكمت تفكيرها التقليدي الأحمق، أدركت أنني أعيش في مجتمع ممزق، لا حياة فيه إلا للنفاق المنمق،  والكلام المصقول الملفق... تهت في ضوضاء الفكر السوسيولوجي ،  فاخترت الانخراط في حفر بئر الثقافة، ولم أتخيل أن أولى تجاربي ستوصلني إلى كل هذه الجرأة والألفة،.. وددت لو أنقل "فركلى" من واحة الشتات؛ الى بلّورة الاتحاد، غير أن العصا السحرية مدفونة في قبور الماضي الهمجي، وتأثير سحرها لا يزال يسري في عروق الهياكل الحية الميتة، في انتظار ظهور "السوبرمان" الخارق- القادر على تقديم