التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٣

منطق الحياة

ننام ليلا وننتظر بزوغ فجر يوم جديد، بعضنا يضع قبيل نومه استراتيجية تنظيم وقت يومه المنتظر، وبعضنا ينام غير مبال لا بالتخطيط ولا بالتنظيم، والبعض الآخر ينام ولا يستيقظ...!؟ الموت منطق الحياة، فابتداء من اليوم الذي ولدنا فيه تتقلص المسافة بيننا وبين الموت، منا من يركض بسرعة جنونية نحوها فيودعنا بلا سابق إنذار، ومنا من يمرض مرضا عضالا يتسبب له بالموت، ومنا من ينتحر ويضع حدا لمهزلة حياته، وهكذا دواليكم... الموت سيدركنا ذات يوم لا محالة.. لا مفر من قدر الحياة، كلنا سنمر بنفس المراحل، والاختلاف في الطريقة ليس إلا، يولد الإنسان فيتعلم فلسفة الحياة عن طريق تفاعله مع الأشخاص ومع الأشياء..وهذا التفاعل هو الذي يحدد هويته وشخصيته وبالتالي قدره.. فاختر قدرك بعناية فائقة وانتقي الأصدقاء ولا تنتقي منهم من سيؤثر سلبا على حياتك كلها...بل اختر منهم من سيؤثر ويحدد لطبعك النبل، الأخلاق، الحب، التعاون، التواصل، الصداقة...وهذه كلها سمات إنسان محظوظ داخل المجتمع.

متى تنفرج هموم مجتمعي ؟

اليأس والتشاؤم ..والغضب في وجه الظواهر المسفة التي تسم مجتمعي تمزقني..أحزاب باراغماتية تسعى وراء منافعها الخاصة، مجتمع مدني معوق مقعد على أريكة وسط عريش مراقب من كل الجهات من طرف الدولة..  مراهقوا فكر وأشباح مثقفين ينطون هنا وهناك بدون خريطة طريق موجهة..عمل جنسي منظم، وتنكب سياسي ومجتمعي رهيب ..نفاق هنا وهناك وصراع خفي من أجل تشهير الذات والتسلق الاجتماعي على حساب باقي الذوات..بنيات تحتية واهية وبناء فوقي تسلسلي هرمي ..سلطة بحتة تنزل عمودية من الفوق إلى القاع، وتهميش ومكر وخداع للأفهام الجاهلة .. أنا مريض بسبب مرض مجتمعي ..أنا متشائم لما آلت إليه أوضاع مجتمعي..

عن أي ديمقراطية تتشدقون ؟

في الوقت الذي أخذوا فيه يتحدثون عن ديمقراطية تمثيلية كنموذج ناجع لمجتمع حضاري ولدولة حديثة- يحتل فيها المواطن مركزا أساسيا في حكم مدينته ودولته - طرقوا أداننا اليوم بديمقراطية تشاركية يشارك فيها الجميع في عملية اتخاذ القرارات  ووضع استراتيجيات الدولة، اعتمادا على المجتمع المدني طبعا ..ورغم أهمية كل هذا الجديد في الساحة السياسية المغربية إلا ان الأسئلة القلقة ستظل تلازمنا دائما و أبدا : هل لدينا مجتمع مدني أولا ؟ ثم عند الحديث عن الديمقراطية التشاركية : من نشرك بالضبط في عملية اتخاذ القرارات و وضع السياسات وكيف نشرك العباد و الأمية لا تزال تغزوا أكثر من نصف الساكنة المغربية ؟ أليس التشدق بالمفاهيم التي تعتبر حجر الأساس في الخطاب السياسي الحديث مجرد حبر على ورق ، أو هي بعبارة سمير بلمليح مفاهيم حاضرة شكلا ومغيبة مضمونا وممارسة ؟ ثم هل قامت الحكومة الجديدة باشراك المجتمع المدني في بعض القرارات التي اتخذتها حاليا سواء تلكم المتعلقة بالإعلام أو الاعتام أو سياسة المدينة ...أو غيرها من القرارات التي يبدوا حقا أنها اتخذت في مكاتب مغلقة؟؟؟ ثم أخيرا وليس آخرا أين نحن من الحكامة التي

هموم تنجداد

أعتقد بأن تنجداد في حاجة ماسة لجيل مثقف ينتقد مختلف الأعراف والتقاليد البالية التي لا تتلاءم وما تقتضيه طبيعة العصر الآني، ولا يتعلق الأمر بإحداث الانفصال عن الهوية المحلية وإنما بإحلال منظومة من القيم محل القيم الستاتيكية الشاهدة على التخلف وبربرية التفكير وهمجية السلوك ..والرهان طبعا هو إعادة الاعتبار في طبيعة العلاقات الاجتماعية بين مختلف المكونات الاثنية للواحة ، وتجاوز كل التوترات السكوثقافية التي تعيد إلى الأذهان دائما و أبدا زمن السيبة والقهر والرضوخ لقيم القبيلة .        ولن يتم هذا المشروع المجتمعي إلا في ظل تنامي الحوار والنقاش الهادف الخلاق الفاعل لا المنفعل، البعيد عن التعصب والقريب من فهم الكائن والتفكير في الممكن، لتجاوز الخلل الذي تأسست عليه البنية الفوقية التنجدادية ...       وأعتقد بأن المثقف القادر على النقد والتقييم ومحاسبة الثقافة المحلية - بصدر رحب و إرادة غلابة وتفكير سوي متوثب .. وبجرأة حقيقية لا تنكسر أمام الحساسيات والتابوهات الاجتماعية ..؛ هو وحده القادر على حمل هذا المشروع و الانعتاق به نحو الغاية و الهدف المنشود، أما المنفعل لأتفه الأشياء والمتعصب ف

مقولات فيسبوكية: الجزء الثاني

اختيار شريك الحياة يجب أن تخضع عملية اختيار شريكة حياتك لمنطق دقيق وصارم، فهناك مبادئ يجب التقيد بها طوال أطوار بناء مشروع حياتك المستقبلية..فكلما حافظ الطرفان معا على المبادئ الأساسية، كان بناء العمران متينا وناجحا، والعكس صحيح.. ومن أهم السموم التي تؤثر في سير العلاقات مستقبلا نجد: الكذب، وهو سم زعاف يقتل الثقة ويهدم أمن العمران الخيانة، وهي بداية نهاية كل مشروع شخصي كان او اجتماعي.. يجب على العلاقة أن تبنى على أسس أخلاقية قويمة لعل أهمها التواصل، الصداقة، الثقة، المسؤولية، الأخلاق.. وكل بناء يفتقد إلى هذه الأسس،لن يكون بناؤه على ما يرام، وسيكون مصيره الفشل، خاصة عندما يكون الرهان الحقيقي من العلاقة بناء أسرة عتيدة، سعيدة، مستقرة وفاعلة في مجتمعها.. لغة العقل اختر الحياة الأكثر نفعا واحتكم لمنطق عقلك،فأوجاع القلوب حاليا قد تكون سببا لراحتها غدا، وقد تكون راحتها حاليا سببا لتعاستها غدا، فليس هناك أفضل من إنسان يحتكم إلى منطق العقل لا النقل والعاطفة والمظاهر المزيفة... وتبقى الذكريات Haut du formulaire         ت مضي الحياة وتنقضي معها حياتنا، وتبقى الذكريات الجميلة

مقولات فيسبوكية: الجزء الأول

هذه بعض من المقولات التي عادة ما أكتبها عبر هاتفي المحمول، وأقوم بنشرها على صفحة الفيسبوك خاصتي. وهذه المقولات إنما هي جانب من فلسفتي الحياتية وانفعالاتي التي تعكس الحالة السيكولوجية التي أكون عليها لحظات الكتابة والتدوين : 1- حول الكذب   كثير من الناس يكذبون لإخفاء الحقيقة، والكذب في واقع الأمر سمات إنسان ضعيف لا شخصية له، فحينما أمارس سلوك أو فعل الكذب، فإنما لأتنكب عن فعلة ما أو نقص ما في شخصيتي، لهذا فالكذب عادة سلوك تمويهي يتنكب عن نواقص الذات الإنسانية، وبالتالي فهو مرض نفسي يؤثر ليس فقط على صاحبها وإنما يمتد تأثيرها ليشمل العلاقات الاجتماعية . 2-   حياة مبعثرة عندما يعيش الإنسان بلا هدف تكون حياته مبعثرة وعشوائية، ولا يعرف بذلك كيف يستغل الفرص الذهبية في حياته ولا يستطيع اقتناصها، فالحياة تمنح للإنسان المنظم الذي يحدد مبادئه ويؤمن بها، فتقود حياته بأسرها..، إن الشخص المبدئي دائما شخص قوي، لا ينهزم بسهولة وشخصيته تؤثر في الناس ولا تتأثر بالناس.. فتحية إلى كل مبدئي مرن أرسى شخصيته على أسس إنسانية عتيدة.. 3- الاستقلالية الذاتية عش حياتك ودعني وشأني، فحياتي ملك ل

تجربة مفيذة

.كنا في مكناس نتجول نحن مجموعة من الطلبة ومجموع جيوبنا لا يتعدى دراهم معدودة، قد لا تكفي لشراء تعبئة 10 دراهم، وسيكون مطلوبا منا أن نعد عشاءنا ونوفر فطورنا وبعدئذ "مولاها ربي".. إن الحياة الطلابية بحلوها ومرها لتعد في نظري تجربة فريدة من حياة أي إنسان، فالطالب يستفيذ ليس فقط عبر جلوسه في قاعات الدروس، وإنما نمط العيش الطلابي يعلمه، فلسفة المال،وفلسفة الحياة.. فكم من رعديد بخيس جربناه فسقط في الإمتحان..وكم من صديق وقف معنا وقفة المساند الرسمي إبان الأزمات الجيوبية الطلابية التي تسبق أو تلي مواعيد أخذ المنح " لابورس".. فشكرا لك يا تجربة مكناس لأنك علمتنا معنى الحياة..

لحظات الطفولة

كم هي جميلة لحظات طفولتنا، كنا في غاية البراءة وأوج السعادة، لم نتعلم مكر الحياة ولا دروس السادات، نعيش حياة بسيطة، فكهة وحيوية، كنا مجموعة من الأطفال حينها نرعى الغنم في أكناف حي المسيرة، وكنا نزاوج بين الرعي ولعب الكرة وتربية الكلاب الضالة .. لم نكن نعرف حينها لا "جيل" ولا "ستيليس" ولا مزيل الروائح الكريهة، بل كنا ننام مع أوساخنا وأدراننا، وأحيانا مع حدائنا الذي غالبا ما يكون من نوع " الباهية " أو ما يسميه البعض "المخناز" نظرا لكراهة الرائحة التي تفوح منه، كنا نلعب بالمخناز الكرة، وكنا ندهب به إلى المدرسة، وكنا نردد ما كانت تردده مريم وكريم القراءة، هيا نلعب، نجري جريا، حطي الحجر وخذي الحذر... لم تكن قلاقل الحياة على الأرض تهمنا، ولا أزمة المجتمع مبحثنا، بل كنا دائمي البحث  عن ما يشغلنا عن العالم الفوقي، فترانا نغوص في عالمنا الطفولي، نحب اللعب  والمغامرات في الحدائق والأنهار ، ونكره قيلولة النهار، نصطاد في حقول القمح الحمام،  ونعتبر التقيد بطقوس وعوائد المجتمع نوعا من اللجام، الذي يمنعنا بحق من الاستمتاع  برغد معيشنا المستقر