التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١١

ظاهرة الراب بالمغرب

لعل المتتبع لصدى المجتمع المغربي ليكشف أنه ينقسم أمام ظاهرة الراب إلى فريقين ؛ فريق يرى بعين ناقدة رافضة هذه الظاهرة الدخيلة الغريبة ،  و فريق آخر يتراوح بين مرحب – متوجس حذر ، وبين متقبل لهذا النمط الثقافي الغريب . وتكشف هذه النظرة المزدوجة عن وجه من أوجه الصراع المحتدمة؛ بين دعاة الانفتاح على الثقافات  العالمية و تقبل الآخر ، و بين دعاة العودة إلى الأصول و الحذر من ثقافة الآخر . ومهما يكن من أمر،  فان ظاهرة الراب كظاهرة اجتماعية،  لقيت صدى واسعا في ثقافة المجتمع المغربي و بخاصة في صفوف  فئته الشبابية . وقبل الغوص أكثر في تفاصيل الظاهرة من الضروري جدا أن نطرح الإشكال التالي : ما هو الراب ؟ كيف ظهر بالمغرب ؟ كيف تقبله المجتمع المغربي ليحقق هذه الظفرة و الصدى الكبير في صفوف شبيبته ؟ ما هي بعض مميزات الراب المغربي ؟.  وما هي طبيعة المواضيع التي يعالجها أو يطرحها ، و كيف يعبر عنها ؟ كيف استقبلت الدولة المغربية هذا النوع الفني التعبيري الجديد ؟ ثم أخيرا و ليس آخرا كيف هو واقع الراب المغربي اليوم و ما آفاقه المستقبلية ؟ بادئ ذي بدء؛  أود أن أعود بعجالة فائقة 

مكناس يا سر تعاستي...

كفكفت الدموع من شدة معاناتي و آهاتي فتعجرفت علي ولم ترأفي لحالي وكلما حاولت أن أتناساك و أبدأ صفحة لحياتي تمطرينني بشؤبوب من الذكريات تجتاح قلبي وفؤادي تزيدينني هما وكربا يا مكناس فيا لهول تعاستي تعرفين جيدا كم حبا وعشقا أكن لك   وكم حنانا و عشقا تدفق من أعماقي فكفاك تقشفا أترجاك ارأفي لحالي لما التنقيب يا مكناس في أشلاء الزمن الخالي لما التنقيب ورغبتي التناسي و نسيان الماضي جعلتني أعجز عن الابتسام منذ وصولي مع أن الابتسام سمة مميزة لشخصي هكذا تغيرت فتغيرت أحوالي في مدينة طالما اعتززنا بها أيما اعتزازي طلبة أدب وعلم من مختلف البقاع   جلهم يعاني ألام النوى عن الأهل و الخلان وكم منهم رسب يا مكناس بسبب النوى و الفراق وكم منهم عاد إلى الديار من غير زاد سنوات الضياع تجتاح وتمزق قلبي و فؤادي وذكريات الزمن الخالي تهفوا إلى قمة شعوري تذكرت فاطمة أختي و  حبيبتي   فتهت في دوامة التيه و الزيغان - فتضرعت اليك طالبا مستجديا

حكايتي مع وادي السات ...

السات قصر من قصور واحة افركلة الواقعة وسط المغرب   أما * أسيف *  فهي كلمة امازيغية وترجمة لكلمة * الوادي ؛ وقد انتسب هذا الوادي إلى قصر السات لأنه يمر على جانب من أرض   هذا القصر ... وربما قد يتساءل القارئ الكريم عن أهمية هذا المكان في هذا الموضوع بالضبط ، لكنني سأجيب بطريقة انتروبولوجية ؛ لكل مكان مرتادوه و للمكان كما تعلمون أهمية بالغة- ورمزية ثقافية دالة أنتروبولوجيا؛   وواد السات كمكان ،   يعني لي شخصيا الشيء الكثير ؛لأنه المكان الذي تعودت منذ طفولتي و إلى يومنا هذا على ارتياده ، بل أعشق ارتياده باستمرار دون كلل أو ملل ، وذلك كلما حط   بي الرحال طبعا في مدينتي الفاضلة . ففي أيام الصبا   كنت أرعى الغنم باستمرار في وادي السات   ، إذ عادة ما أفرغ عشيا من دراستي الابتدائية ؛   فأضطر ل سرح الغنم في هذا الوادي   منفردا ؛ و أحيانا أخرى أرافق بعضا من أصدقائي و خلاني الذين عادة ما أقنعهم بمرافقتي   ، ولم يكن بإمكانهم أبدا أن يردوا في وجهي   أي