التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١١

من يوميات طالب ...

يوم غد بحول الله سيكون بداية المشوار الجديد في عالم المظالم؛ سأستيقظ مبكرا و سأحمل معي من جديد زادي و سأرى كيف ستكون البداية ... قد يكون اليوم الأول في العمل البائس مرهقا للغاية، لكن هذا الأمر ينطبق على كل ابن أنثى لم تدق يداه قساوة ظروف العمل الشاق..ولم تحمل كتفاه قط أكياس الرمل و الاسمنت.. ولم تجد عليه حرارة الصيف وقرارة الشتاء بما يكفي لتقوي عظامه وتضمم عضلاته وتبرز عروقه و أعصابه  الى الوجود الخارجي . أما بالنسبة لشخص مثلي و الذي شهدت حياته المتاعب الثقال؛  من زرع وفلح وبناء وهدم ...فلن يبدو الأمر بالنسبة له إلا كلعبة انقطع عن ممارستها لبضعة أسابيع ليس إلا .. غدا سأستيقظ  إذا من فراشي،  و سأهفو مباشرة الى مطبخي الصغير ، لأحتسي كأس شاي  و آكل قطعة خبز تأهبا   للقاء يوم شاق ومرهق في الشانطي ..هذا هو حالي في مكناس الزيتون وحال معظم الطلبة؛  أبناء الفلاحين و العمال بالمغرب. فالعطلة للعمل وتحصيل المال ومسايرة الدراسة دون قلاقل و أحزان ، و الأيام الدراسية لتحصيل العلم وضمان غذاء صاف للفكر و العقل. مكناس يونيو 2009 مقتطف من يوميات حامل الجرة 

غرور صديق ا؟

داهمته في فترة ضنك شديدة ، فحكى لي حكي الصديق القديم عن كل ما يختلجه من مشاعر  البغض تجاه ظروفه الاجتماعية و النفسية الحالكة .. لاحت على وجهه الزاهي علامات الوهن و الضمور بسبب ما آلت إليه حياته من اكتئاب و تحسر ..فدب إلى فؤادي شؤبوب من الحزن و الكآبة .. لا زلت أتذكره أيام الدراسات الجامعية الأولى بمكناس الزيتون ؛ كيف يرصف كتبه  وحياته باهتمام شديد ، فاستبشرت له و الجميع آنئذ بغد واعد ..وحياة زاهية ملأى بالانجازات الكبرى..غير أن كل التكهنات ذهبت أدراج الرياح؛ فأصبحت اليوم مجرد وساوس هزت أركان عرش هذا الصديق الذي تقاذفته أمواج الحياة تباعا ، حتى طوحته إلى قلب خم العزلة و الحرمان و المعاناة .. لقد طغيت أيها الصديق كثيرا وبغيت و تجبرت بعد أن كان التواضع سمتك الأولى ..لكن بعد أن وضع الجميع على رأسك تاج الفتى الموهوب القادر على إزاحة جبل "توبقال" في سرداب حياته ..أصبت مباشرة بجرثومة المرض  والغرور ..فتغيرت بصورة فجائية؛ من سيرة ذاك الإنسان المتواضع المحبوب.. إلى سيرة ذلك المتكبر المغرور .. فاعتقدت خطأ بأن المال وحده قادر على صناعة الحياة ..و

أطفال الشوارع

يشهد العالم في الوقت الآني مشكلة عويصة ذات عواقب مأساوية  وخيمة على المجتمع : فهناك ملايين من أطفال الشوارع يقبعون في عزلة اجتماعية و يعانون من الحرمان  ومن الظروف الاجتماعية القاهرة و لهم من كل سوء نصيب: كالأمراض  ،الانحراف ، الأمية و سوء التغذية...الخ. كما أنه يوجد في العالم اليوم ملايين من الأطفال يضطرون للعمل؛  من أجل سد رمق العيش . ولعل مجالات : تنظيف الأحذية، غسل السيارات ، حمل الأثقال ، التنقيب في مقالب النفايات  بحثا عن أشياء معدنية أو بلاستيكية.. لبيعها ؛ هي من بين أهم المجالات التي يضطر هؤلاء لولوجها . كما أن هناك أطفال شوارع يعملون على تعلم حرفة النجارة و الحدادة أو ما شابه ،  هذا دون إهمال فئة أخرى تلج عالم السرقة ... وهؤلاء مؤهلون لولوج عالم الانحراف  من أوسع أبوابه في المستقبل . إن أطفال الشوارع هم في الأصل ضحايا سوء تنشئتهم الاجتماعية..أو هم ضحايا التفكك العائلي وتهميش الدولة ..و غياب مجتمع مدني قوي بجمعياته التنموية الداعية إلى إعادة الاعتبار و الكرامة لشريحة تمثل الأساس لكل مجتمع يخطط لبناء دولة قوية.

مقالات في التنشئة الاجتماعية

أولا/ في مفهوم التنشئة الاجتماعية من بين أهم و أبرز الإشكاليات التي يواجهها الباحث في ميدان علم الاجتماع  ،وفي كل العلوم الإنسانية الأخرى  بصفة عامة ؛ إشكالية تحديد المفاهيم بدقة متناهية ، ولا شك أن مفهوم التنشئة الاجتماعية الذي بين أيدينا الآن، والذي يعتبر موضوعا أساسيا في الدراسات النفسية و الاجتماعية الحديثة ، ليس استثناء في هذا الصدد ، و لا يخرج عن هذه القاعدة الإشكالية ، إذ أنه مفهوم أقل ما يمكن القول عنه أنه لا يوجد له تعريف جامع مانع ، ما دام (المفهوم) يتحدد بمقتضى القصد الذي يبتغيه واضعه . فالتنشئة الاجتماعية؛ وفق المنظور السيكو- اجتماعي، تدل على التربية الشاملة و التكوين المستمر، و تمكن الفرد من استدماج أنماط سلوكية و عادات و معايير ودلالات و قيم؛ عندما يقيم العلاقة بين فئة من الفاعلين من جهة،  ومجموعة من الأفعال من جهة أخرى.أما كلمة الاجتماعية؛ فتفيد إضفاء الصبغة الاجتماعية للتنشئة. [1]   لهذا يمكن النظر إلى التنشئة الاجتماعية كمشروع اجتماعي تهيمن عليه مجموعة من القيم و المعايير و الاتجاهات و المواقف، والهدف منه؛ خلق علاقات اجتماعية بين الأفراد لتسهيل دمجها داخل المجت

ألقيت عليه التحية...

ألقيت عليه التحية... لكنه لم يرد علي بخير منها  ؛ فانتابني الرعشة وتملكتني الدهشة وبخاصة مع نظراته العبوسة نحوي... تساءلت في قرارة نفسي عن سر تلكم النظرات المدفعجية الخارقة .. مع علمي باليقين بأنه لا شيء سيء يربطني بهذا الكائن الحي ، غير معرفة سطحية لم تدم أزيد من 15 دقيقة ، تبادلنا فيها مع مجموعة من تلامذة إعدادية افركلة بمدينة  " تنجداد "، نكتا وقصصا مضحكة قبل أن يداهم " سي احماد " راحتنا بقرعه جرس استئناف ما تبقى من حصص الدراسة... فكرت بأن هذا اللقاء الأخوي الفكه و النشيط ، يجب أن تعقبه تحية سلام على الطريق العام في المستقبل ... لكنه لم يرد علي التحية... كان جالسا على أريكة فخمة أمام محل والده أو عمه أو خاله  وربما  سيده ا؟...التجاري في المركز الحضري بتنجداد المغربية؛  مع ثلاثة أو يزيد من أصدقائه أو خلانه (...) فمررت بجانبهم ، و أنا حامل على كتفي  كالعادة كيسين كبيرين : الأول يحوي حزما من نبات" النعناع " الذي يستعمله المغاربة لتزيين مشروب ( الشاي )، و الثاني يحتوي  على حزم صغيرة من  نبات " المعدنوز " و" القز

فلسفة الموت

نحن معشر البشر من يمنح الحياة ما لا تستحقه... لأننا على أديم هذا الكوكب الفسيح مجرد عابرين إلى السكة الأخرى.. "فرعون" طغى في البلاد، فأكثر فيها الفساد، لكنه في آخر المطاف ودع فمات وفارق الحياة.. النبي "أيوب" أصيب بالمرض و الوهن، لكنه رغم ذلك صبر حتى أدركته المنية فأصبحت شيمة " الصبر" خاصيته.. محمد صلى الله عليه وسلم ولد أمينا وتوفي أمينا .. أفلاطون كان حالما ومثاليا ..واشتهر بخاصيته هاته فمات عليها..  أما سقراط فقد كان قويا ..متمسكا بمبادئه عاشقا لأثينا..وحكم عليه بالإعدام فمات. . لقد مات ابن رشد منذ أمد بعيد..نفس الأمر ينطبق على الفارابي و الكندي  و ابن سينا و الرازي و سيبويه ..وهيكل وماركس و فيبر ..لكنهم رغم ذلك أنتجوا فكرا عرفوا به..وهذا هو الفرق الجلي بين العالم و الجاهل.. الموت سيدركنا لا محالة ..وسنموت جميعا ذات يوم، لهذا لا ضرورة للتفرعن و الطغيان على هذه الأرض،  فيذكرنا التاريخ في سياق الطغاة المتجبرين.. بل حبذا لو متنا على خصلة حميدة ..فيذكرنا التاريخ مثلا في سياق ذكرى الأبطال الشجعان..وليس ذكرى الم

ثقافة أوروبا وبربريتها لادغار موران/ ترجمة لمحمد الهلالي

في هذا الملخص الوجيز  لكتاب ادغارموان الشيق " ثقافة أوروبا وبربريتها " نهدي لقرائنا الكرام جانبا صغيرا جدا  من فكر هذا  الفيلسوف الفرنسي ، هذا مع العلم اني اقتصرت في هذا التلخيص على استنباط أهم أفكاره التي أثارتني و أحببت بدوري أن انقلها  ليستفيد منها الجميع . اعتبر ادغارموران بأن الإنسان الصانع ، المفكر و الاقتصادي ..يمكن أن يكون في الوقت ذاته قادرا على الهذيان و الحمق .         فالحمق في نظره  ترياق موجود في كل فكر وعقل، لهذا فالإنسان الصانع يخلق كذلك أساطير هاذية؛ يمنح الحياة لآلهة متوحشة قاسية ترتاب أفعالا بربرية. الآلهة وليدة الثقافة البشرية ، وعلى الرغم من كونها كذلك ؛ إلا أنها تتمتع بحياة خاصة وبسلطة تمكنها من السيطرة على الأذهان. وبناء عليه فالبربرية الإنسانية تنجب آلهة قاسية ، و التي تحث بدورها البشر على البربرية، فنحن نشكل آلهة تشكلنا بدورها . إن التقنيات التي أنتجها  الإنسان الاقتصادي؛ مثلها مثل الأفكار  ترتد ضده. والإنسان الاقتصادي الذي  يجعل  المصلحة الاقتصادية فوق كل اعتبار، يميل إلى تبني سلوكات متمركزة حول الأنا، و التي تتجاهل الغير، و

الطالب العامل

مضت الأربعة أشهر من الدراسة في الجامعة الإسماعيلية بمكناس ، ولم ينتظر طلبة الإقليم الفقير ما ستسفر عنه نتائج الامتحانات ؛ فشمروا عن سواعدهم و أعلنوها حربا عملية ، لكسب بعض المال ومواكبة الدراسة دون قلاقل و أحزان. ودع طلبة الإقليم الفقير إذن المدينة العلمية القديمة ، ليصطدموا بالواقع المعاش في مدينة التاريخ و الجغرافيا ؛ بمنطقة " لوزين " على الطريق المؤدي الى عاصمة العلم و الثقافة ، فاس العتيقة . في هذه الأثناء بالضبط ؛ باشر طلبة الإقليم الفقير بجمع حقائبهم و الغصة في نفوسهم ، للقاء أيام شاقة في " الشانطي "..لكن رغم كل ذلك " فمحمود " ما فتئ ينسيهم المتاعب الثقال التي ستواجههم ؛ وذلك بإثارته لمواضيع تخص علاقة " جعفر " الغرامية مع معذبته البنفسجية  " ياسمين "؛ بينما صديقنا " ربيع " وجد أخيرا ضالته فيما علق من اتهامات على  " جعفر " ليسخر منه  ، ويستهزئ من كل رسائله الهاتفية التي  قام " جعفر " بإرسالها  أيام " العزة " لمحبوبته البنفسجية ... تطايرت قهقهى " جعفر " في كل الأر